أبو الهول من الآثار المصرية القديمة في الجيزة قرب القاهرة, وهو تمثال كبير ضخم
من الصخر على هيئة أسد رابض, له رأس إنسان, يصور الملك (خفرع) باني الهرم الثاني.
ولهذا التمثال شهرة كبيرة, فقد كتبت عنه الكثير من القصص والأساطير, وتعود قصة
هذا التمثال إلى أيام الأسرة الرابعة (من 2600 إلى 2480 قبل الميلاد) حيث اختار
أشهر ملوكها هضبة الجيزة ليبنوا عليها أهرامهم, وبينما كان العمال يستخرجون
الأحجار من الهضبة ليستخدموها في بناء الأهرام قابلتهم صخرة من نوع غير جيد
فتركوها في مكانها, ورأى المشرف على العمل أنها تشوه المكان, وفكر في الاستفادة
منها في عمل تمثال للملك جسده على هيئة أسد ليعبر عن القوة, لأن الأسد من أقوى
الحيوانات, بينما الرأس يمثل رأس الملك خفرع, ونحت الفنان تمثالاً ضخماً طوله 5.37
متر, وارتفاعه 20 مترا.
وبعد فترة حكم الملك خفرع (2540 - 2515 قبل الميلاد) نظر الناس إلى التمثال على أنه
حارس لمدينة الموتى المقامة على هضبة الجيزة, ولذلك احترموه وقدسوه.
وبعد مرور مئات السنين, نسي المصريون الفكرة الأصلية الأولى للتمثال, أي أنه
للملك خفرع وأعتقدوا أنه صورة من إله الشمس وتعبدوا إليه, وفي الفترة نفسها وصل
إلى منطقة الجيزة مجموعة من الآسيويين (الكنعانيين) الذي رأوا في (أبو الهول) صورة
لمعبود كنعاني في وطنهم باسم (حورون) فتعبدوا إليه, ومع مرور الوقت تبدل الاسم
إلى (حورنا) ثم إلى (حول) وانتهت أسماء التمثال إلى الإسم العربي الحالي
(أبو الهول) الذي يعبر عن الرهبة, ويرجع أن الاسم العربي, كان على صلة بالأسماء
القديمة (حورون) أو (حول) بعد إحلال الهاء محل الحاء, وإضافة (أبو) وهي ربما مشتقة
من كلمة (بو) المصرية القديمة بمعنى مكان.
وكتب المؤرخ العربي المقريزي عن التمثال الذي سماه (الهيب) وقال إن شخصاً يدعى
(صايم الدهر) حاول أن يحطم رأس التمثال, وكسر أنفه, ولكن الرياح هبت بعنف على
منطقة الجيزة, فخاف صايم الدهر, واضطر للعدول عن محاولته.