(أولمبياد) تعني عند الإغريق (اليونانيين القدماء) الفترة التي تفصل بين كل دورة
أولمبية والدورة التالية لها, ومدتها أربع سنوات, وترجع كلمة أولمبياد إلى وادي
أولمب اليوناني الشهير, والذي يقع في أسفل جبل أولمبس, وعندما نسمع كلمة (أولمبياد)
نتذكر على الفور (الألعاب الأولمبية).
ويعود أصل الألعاب الأولمبية إلى الأساطير الدينية للحضارة الإغريقية, حيث كان
اليونانيون القدماء يهتمون بتنظيم ألعابهم كل أربع سنوات في وادي أولمب, وكانت
تشتمل أساساً على احتفالات وطقوس دينية لآلهتهم مضافاً إليها بعض السباقات التي
تظهر قوة الرجال وبأسهم وفنهم, كسباق العربات التي تجرها الخيول والمصارعة والملاكمة
والجري.
وكانت جائزة الفائز إكليلاً من أغصان شجرة الزيتون المقدسة, حيث كان الفوز وحده
يعد الجائزة العظيمة, لأن الفائز كان في نظر الناس بطلاً قومياً تكرمه بلده أحسن
تكريم, وكانت هذه الألعاب رمز السلام وكان يشترك فيها الرجال فقط.
وقد بدأت الألعاب الأولمبية القديمة في عام 776 قبل الميلاد, واستمرت حتى عام 396
بعد الميلاد, ثم توقفت حتى ظهرت الألعاب الأولمبية على يد البارون الفرنسي
(بيير دي كوبرتان) الذي دعا مندوبي بعض الدول إلى اجتماع تدارسوا فيه فكرة إحياء
الألعاب الأولمبية, وقد كان شرف تنظيم أول دورة أولمبية حديثة سنة 1896 لليونان
التي بدأت فيها هذه الدورات, ثم أعقبتها دورة باريس, وتتابعت الدورات كل أربع
سنوات في بلد مختلف, ولم تتوقف الألعاب الأولمبية إلا خلال الحرب العالمية 1916, 1940, 1944,
ومن الدورات التي شاهدها الناس حديثاً دورة لوس أنجلوس عام 1984, ودورة سيئول
عام 1988, ودورة برشلونة عام .1992
ويشرف على تنظيم هذه الدورات اللجنة الأولمبية الدولية والتي يتفرع منها لجان أولمبية
محلية في كل بلد من البلاد التي تشترك في هذه الألعاب.
وقد تطورت المسابقات إلى ألعاب ورياضات متنوعة مثل: كرة القدم والسلة والكرة الطائرة
والهوكي والسباحة وكرة الماء والتجديف والغطس وألعاب القوى والملاكمة والمصارعة
وركوب الخيل والرماية ورفع الأثقال.... إلخ.
وأصبحت الجوائز ميدالية ذهبية للفائز الأول, وفضية للثاني وبرونزية للثالث. وللألعاب
الأولمبية تقاليد مقتبسة من الألعاب الأولمبية القديمة, حيث كانت تبدأ بنقل الشعلة
من جبل أولمب باليونان يحملها آلاف من العدائين حتى تصل إلى الشعلة المقامة في
الملعب الرئيسي للدورة فتضاء وتستمر مشتعلة طوال فترة إقامة الألعاب, وبعد إضاءة
الشعلة يردد المشتركون القسم الأولمبي الذي يطالبهم بالمشاركة في الدورة بأمانة
وإخلاص وبأخلاق رياضية عالية, علماً بأنه لا يشترك في الألعاب إلا الهواة فقط,
وشعار الألعاب الأولمبية هي: (الأسرع - الأقوى - الأعلى).
أما علم الدورة فمؤلف من أرضية بيضاء عليها خمس حلقات متصل بعضها ببعض, وكل حلقة لها
لون خاص تشير إلى قارة من القارات الخمس, وألوان الحلقات هي: الأزرق والأسود
والأحمر والأصفر والأخضر.
وتطورت أهداف الألعاب الأولمبية لتحقق التقارب بين الشعوب, وتنمي قدرات الإنسان
الرياضي, بتحطيم الأرقام القياسية, والفوز في المباريات بروح رياضية عالية, كما
أنها تظهر فن الإنسان في إقامة المنشآت الرياضية الحديثة, وتطور أجهزة القياس,
وتوفر القدرة على التنظيم الرياضي الدقيق والعروض الرياضية الجميلة.